هذه الندوة، التي تنظمها جائزة الشيخ زايد للكتاب المرموقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع المؤسسة الأوروبية العربية، والتي تُقدم باللغتين العربية والإسبانية؛ تعتبر كحدث علمي يتم فيه تناول التراث الأدبي العربي ومعرفته في إسبانيا من أجل وضعه في قلب النقاش حول الأدب العالمي.
وأكد مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب، الدكتور علي بن تميم، خلال الافتتاح؛ الاهتمام الكبير الذي أولوه لإقامة هذه الندوة في بلادنا. وقال: “لم يكن انعقاد هذا الحدث صدفة، بل كان اختياراً واعياً أدرناه بعناية فائقة“، وأضاف: “عندما نتحدث عن إسبانيا، فنحن نتحدث عن واحدة من أبرز وأهم المحطات الثقافية في أوروبا. نحن نتحدث عن تاريخ أدبي عريق يعود إلى قرون خلت، تاريخ اندمج في مساره وروافده مع تاريخ الأدب والثقافة العربية بشكل يجعل كل دراسة تخدم الأخرى والحضارة الإنسانية كلها“.
من جانبها، شكرت الأمينة التنفيذية للمؤسسة الأوروبية العربية، السيّدة إنماكولادا راموس، مؤسسة جائزة الشيخ زايد للكتاب على الثقة التي وضعتها في المؤسسة الأوروبية العربية. وقالت: “نأمل أن يكون هذا التعاون طويل الأمد وناجحا، وهو تعاون بين مؤسستين تجمعهما أهداف مشتركة في اللغة، والثقافة، والفن العربي، وتعزيز الحوار بين الثقافات“.
من جهتها، هنأت السيّدة مارغريتا سانشيز، نائبة رئيس جامعة غرناطة، التي ترأست افتتاح الندوة، المؤسسات المنظمة لهذه الندوة على العمل المشترك الذي تم إنجازه لعقد هذا اللقاء في غرناطة، حيث قالت: “الذي آمل أن يكون، الخطوة الأولى من خطوات أخرى كثيرة سنخطوها بين مؤسستينا، في مسار أعتقد أنه جدير بأن نسلكه معًا“.
وتناولت الجلسة الأولى من الندوة، التي تتضمن على ثلاث جلسات، موضوع “المدونة الأدبية العربية بين المرجعيات القديمة والجديدة“، وتحدّث فيها كل من السيّد محسن الموسوي من جامعة كولومبيا في نيويورك، والسيّدة سناء الشعري من جامعة الحسن الثاني (المحمدية) في المغرب، وأدارها السيّد ديزيري لوبيز برنال من جامعة غرناطة.
أما بالنسبة للجلسة الثانية، فقد ركزت على “التأثيرات المتبادلة بين الأدب العربي والأدب الإسباني“. وقد تضمنت هذه المائدة المستديرة، التي أدارها السيّد أنطونيو خيسوس ألياس برغل، من جامعة غرناطة، عروضًا قدمها كل من السيّد غونزالو فرنانديز باريّا من جامعة مدريد المستقلة، والسيّدة ديزيري لوبيز بيرنال من جامعة غرناطة.
اختتمت الندوة بجلسة “النوع الاجتماعي في المدونة الأدبية العربية“، مع عروض قدمتها السيّدة بديعة الطاهري من جامعة ابن زهر في المغرب، والسيّدة آنا غونزاليس نافارو من جامعة مدريد المستقلة. أدارت الجلسة السيّدة إيلينا أريغيتا من جامعة غرناطة.
جائزة الشيخ زايد للكتاب
تأسست جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي ترعاها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، في عام 2006؛ بهدف تعزيز نشر الأدب العربي وتشجيع الحوار بين الحضارات.
ومنذ تأسيسها، أصبحت هذه الجائزة، التي تضم تسع فئات، بما في ذلك “الثقافة العربية باللغات الأخرى”، واحدة من أرقى الجوائز الأدبية والثقافية في العالم. وتمنح جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السنوية جوائزها للأدباء والمثقفين والناشرين، وكذلك للمواهب الشابة التي تُثري كتاباتها وترجماتها الثقافة والأدب والمجتمع العربي.
ومما لا شك فيه أن هذه الجائزة بفروعها المختلفة، مثل الفرع المخصص لـ “الثقافة العربية في اللغات الأخرى”، تعدّ فرصة كبيرة لتعزيز ونشر الدراسات الثقافية والأدبية العربية في البلدان الناطقة بالإسبانية، كما أنها بوابة لتقدير أعمال المترجمين من العربية إلى الإسبانية والعكس.